عدد تشرين الأول/أكتوبر 2024
العدد رقم 18
العدد الثامن عشر
محررو العدد
رازي نابلسي
أحمد عز الدين أسعد
مجدي المالكي
رامي الريّس

ملخّص تنفيذي:

بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين خلال شهر تشرين أول/ أكتوبر أكثر من 1669 فلسطيينا في فلسطين، منهم 46 فلسطيينا في الضفة الغربية، واستشهد في قطاع غزة أكثر من 1623 فلسطينيا، وجرح أكثر من 5537 في قطاع غزة، وجرح 144 فلسطينيا في الضفة الغربية. أمّا على صعيد الانتهاكات والجرائم، فللمرة الأولى خلال الشهر منذ الانتفاضة الثانية، قامت قوّات الاحتلال بقصف مقهى شعبي في مخيّم طولكرم باستخدام طائرة حربية، ما أدّى إلى استشهاد 18 فلسطينيًا.

وعلى صعيد القوانين ومشاريع القوانين، فمع عودة عمل "الكنيست"، شرع بسن قانونين مهمّين لاستهداف وتجريم عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين- "الأونروا". هذا بالإضافة إلى قانون آخر يستهدف تمثيل الفلسطينيين من أراضي 48 التضييق عليهم بهدف منعهم من الترشّح لانتخابات الكنيست لاحقًا. وفي ذات الشهر، أصدرت مؤسسة "سلام الآن"، تقريرًا يشير إلى التغييرات التي أجرتها إسرائيل في الضفة الغربية بغطاء حرب الإبادة وتركيز والتركيز على قطاع غزة، مشيرة إلى أن إسرائيل "غيّرت كليًا من شكل الضفة الغربية" خلال عام واحد منذ هجوم الـ"7 من تشرين الأول/ أكتوبر".

وفي سياق التصريحات العنصرية، فمن المُهم الإشارة إلى أن شهر تشرين الأول/ أكتوبر، شهد إقامة أكبر مؤتمر لأجل الاستيطان في قطاع غزة، وشارك فيه وزراء ونوّاب في الكنيست من الحزب الحاكم "الليكود" وأحزاب الائتلاف الأخرى، وشهد الكثير من الخطابات التي تدعو للتحضير العملي لأجل الدفع بالاستيطان الفعلي في قطاع غزة. وخلاله، كرّر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، دعوته لتشجيع "الهجرة الطوعية" من قطاع غزة.

حرب الإبادة في قطاع غزة:

بلغ عدد شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2024، 43,163 شهيداً، أمّا عدد المصابين فتخطى الـ 100,000 مصاب. وأفادت تقارير أممية بأن عدد الشهداء الأطفال في الفترة ذاتها بلغ 13,319 طفلاً، والنساء 7216 امرأة. وخلال هذا الشهر، باشر الاحتلال في حملة عسكرية واسعة جداً في شمال قطاع غزة، تتماشى مع الخطة المقدمة في الشهر السابق من قبل جنرالات في جيش الاحتلال، وتوصي بتهجير السكان المدنيين من شمال قطاع غزة عبر التجويع والقصف والحصار، وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد بحثها بجدية. أمّا بخصوص المساعدات الإنسانية، فأشارت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين- "الأونروا"، إلى أنه، في الفترة 1- 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، سُمح فقط بدخول 552 شاحنة مساعدات إنسانية- بمعدل 28 شاحنة في اليوم الواحد فقط، وبحسب الوكالة فإن هذا هو المعدل الأدنى منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مؤكدة أن خطر المجاعة يهدد كامل قطاع غزة. وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية في شمال القطاع، فقد أشارت الوكالة إلى أنه سُمح فقط بمرور 4 شاحنات مساعدات، ما يعزز من احتمال أن تكون الحكومة الإسرائيلية قد شرعت في تنفيذ "خطة الجنرالات" التي تعتمد على التجويع ومنع دخول المساعدات بهدف التهجير.

ومن أبرز ما حصل في حرب الإبادة خلال هذا الشهر كان الحملة العسكرية التي بادرت إليها قوات الاحتلال يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر لفصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، وقصف ونسف مناطق كاملة، بالإضافة إلى تهجير الآلاف جنوباً، واعتقال المئات. وبحسب الأمم المتحدة، فإنه وخلال هذه الحملة نزح نحو 63 ألف شخص من سكان محافظة شمال غزة إلى مدينة غزة، في إشارة واضحة إلى نية قوات الاحتلال تهجير شمال القطاع إلى الجنوب، تحضيراً للسيطرة العسكرية وفرض الحكم العسكري، إذ تتوالى التقارير الإسرائيلية والعربية والدولية التي تفيد بنية إسرائيل فرض الحكم العسكري والبقاء في شمال القطاع تحديداً، كما الشروع في تعديل قوانين تشرعن إمكانية الاستيطان هناك مستقبلاً.

قوانين ومشاريع قوانين:

  • خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أقرت الهيئة العامة للكنيست، بأغلبية أصوات الائتلاف وكتل المعارضة الصهيونية، مشروعَي قانون يحظران عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، التابعة للأمم المتحدة، في المناطق الواقعة تحت ما يسمّى "السيادة الإسرائيلية"، والمقصود تحديداً القدس الشرقية المحتلة والبلدات والمخيمات التي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق نفوذه، مثل مخيمي اللاجئين شعفاط وقلنديا. وبموجب القانون سيتم إغلاق مكتب الوكالة في القدس الشرقية، كما سيتم نزع المكانة الدبلوماسية الممنوحة للعاملين في طواقم ومنظمات الأمم المتحدة.

وعلى الرغم من أن نص القانون لا يحظّر عمل الأونروا في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن حظر تعامل الأجهزة والمؤسسات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية سيقود إلى منع جيش الاحتلال من التعامل مع الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة في تلك المنطقتين، ما سيجعل عمل الوكالة صعباً جداً، ويمكن أن يمنعها من أداء عملها، ذلك بأن الجيش هو من يحكم فعلياً في الضفة الغربية وقطاع غزة. وبهذا القانون، تستهدف إسرائيل اللجوء الفلسطيني والخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين على الصعد كافة، على طريق استهداف حقهم في العودة.

  • أقرت الهيئة العامة للكنيست، يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر، بالقراءة التمهيدية، بأغلبية أصوات الائتلاف، مشروع قانون هو بمثابة تعديل قانون انتخابات "الكنيست" القائم، يوسّع أسباب شطب الترشح للكنيست، سواء تعلق الأمر بمرشح في قائمة مرشحين، أو القائمة كلها، بزيادة بند، هو إبداء دعم وتأييد لمنفذ عملية "إرهابية" بموجب التعريف الإسرائيلي للإرهاب، أو إبداء دعم للكفاح المسلح، حتى لو لم يخرج هذا الدعم إلى حيز التنفيذ أو لم يشجع أحداً على استخدامه. كما يلغي مشروع التعديل ما هو قائم حتى الآن؛ بأن كل قرار للجنة الانتخابات المركزية يتجه فوراً إلى المحكمة العليا للبت به حتى لو لم يعترض على القرار صاحب الشأن، إلاّ إنه سيكون للمتضرر من قرار لجنة الانتخابات تقديم اعتراضه للمحكمة العليا للبت به.

ويعد هذا القانون، جزءاً من سلسلة قوانين تستهدف الفلسطينيين في أراضي 48، وتجرّم تعبيرهم عن الرأي سياسياً، على طريق شطبهم وتجريم عملهم السياسي.

وهو مشروع قانون لتعديل قانون إخلاء قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، الذي أُقر في نهاية عام 2004، وجرى تطبيقه في صيف عام 2005، وتم تعديله في الولاية البرلمانية الحالية، فجر يوم الثلاثاء 21 آذار/ مارس 2023، بحيث بات يجيز إعادة الاستيطان في شمال قطاع غزة. ومشروع القانون الجديد هذا، يطلب أيضاً قطاع غزة.

الاستيطان والسيطرة على الأرض:

  • أشار تقرير صادر عن مؤسسة "سلام الآن" إلى أنه وخلال عام من الحرب- أي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2024 غيّرت إسرائيل الضفة الغربية. فخلال هذا العام، تم بناء 43 بؤرة استيطانية جديدة غالبيتها ذات طابع "رعوي"- أي أنها تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي لصالح بناء مزارع استيطانية. وقامت سلطات الاحتلال أيضاً، بحسب التقرير، بشق عشرات الطرق بطول عشرات الكيلومترات في كل مناطق الضفة، بهدف ربط المستوطنات وبناء بؤر جديدة. وصادقت هيئة التخطيط العليا على بناء 8681 وحدة استيطانية جديدة في الضفة، وجرى إعلان 24,193 دونماً كـ ـ"أراضي دولة"، وهي أراض يتم تخصيصها عادة للبناء الاستيطاني.

بالإضافة إلى هذا، صادق المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" على بناء 5 مستوطنات جديدة، وشرعن 3 بؤر استيطانية. وخلال هذا العام، قام وزير المالية والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش بإعلان 70 بؤرة استيطانية على أنها بؤرة تستحق ميزانيات من الدولة. وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن التقرير يشير إلى عدد كبير جداً من الصلاحيات التي تم نقلها من مسؤولية الجيش إلى مسؤولية موظفين لدى وزير المالية بحكم منصبه كوزير في وزارة الأمن، وهو ما يعد عملياً خطوات فعلية لضم الضفة الغربية وإنهاء الحكم العسكري عبر نقل الصلاحيات إلى مؤسسات وهيئات مدنية.

  • خلال تشرين الأول/ أكتوبر حاول المستوطنون إقامة 7 بؤر استيطانية جديدة ذات طابع زراعي رعوي، "وتوزعت هذه البؤر بإقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي محافظة الخليل بثلاثة بؤر، وبؤرة على أراضي رام الله وأُخرى في القدس، وأُخرى في سلفيت وطولكرم والأخيرة في رام الله." كما استولت سلطات الاحتلال خلال الشهر ذاته على 84 دونماً من أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتحديداً في محافظات القدس وجنين وسلفيت، وذلك من خلال إصدار ثلاثة أوامر عسكرية إسرائيلية للسيطرة على الأراضي.

  •  خلال هذا الشهر درست هيئة التخطيط والبناء في إسرائيل 14 مخططاً هيكلياً (مصادقة وإيداع) لغرض توسعة مستعمرات الضفة الغربية والقدس، تشمل المصادقة على 7 مخططات هيكلية، في حين جرى إيداع 8 مخططات أُخرى. وتهدف المخططات إلى بناء ما مجموعه 1151 وحدة استيطانية على مساحة تقدر بـ 584 دونماً من أراضي الفلسطينيين، في حين هدفت مخططات داخل حدود مدينة القدس إلى بناء 500 وحدة استعمارية على مساحة تقدر بـ 107 دونمات من أراضي الفلسطينيين. وقام الاحتلال بشرعنة بؤرة استيطانية باعتبارها حياً استيطانياً جديداً يتبع لمستعمرة عيلي المقامة على أراضي الأهالي جنوبي محافظة نابلس.

  • في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2024: صادقت سلطات الاحتلال على قرار الاستيلاء على 94 دونماً من أراضي قرية أم طوبا جنوب مدينة القدس، وهذا يترتب عليه إخلاء 30 منزلاً في القرية، تضم 139 فرداً، وهذا جزء من التهجير القسري في مدينة القدس وريفها، ويجري الاستيلاء على الأراضي في القدس عبر قانون تسوية الأراضي الإسرائيلي.

تصريحات عنصرية:

في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2024: أقامت حركة "نحالاه" الاستيطانية مؤتمراً، عرّفت أن الهدف منه "تحضيرات عملية للاستيطان في غزة"، بمشاركة نواب من الائتلاف الحاكم ووزراء، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وفي هذا السياق، قال سموتريتش إنه "من الواضح لي أنه سيكون هناك استيطان يهودي في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "هذا المؤتمر هو جزء من خطوة جماهيرية تهدف إلى الشرح والتوعية حول أهمية الدفع بخطوات عملية لاستيطان طلائعي وصهيوني." أمّا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، فبعد أن شدد على ضرورة الاستيطان في قطاع غزة، قال إن "الحل الأمثل هو تشجيع الهجرة؛ ليس بالقوة. بل يجب أن نقول لهم: اذهبوا إلى أماكن أُخرى، أرض إسرائيل لنا." وشهد المؤتمر، بالإضافة إلى تصريحي الوزيرين، جوقة من التحريض على الاستيطان في قطاع غزة من قبل شخصيات يمينية وزعماء حركات استيطانية.

جرائم وانتهاكات:

خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2024، تعرضت الضفة الغربية لـ 1485 عملية اقتحام، موزعة على المحافظات على النحو التالي: "76 القدس، 240 رام الله، 127 جنين، 27 طوباس، 149 طولكرم، 130 قلقيلية، 296 نابلس، 146 سلفيت، 27 أريحا، 99 بيت لحم، 168 الخليل"، أي أن الاقتحامات تركزت في محافظتي نابلس ورام الله. ومن المهم الإشارة إلى أن قوات الاحتلال نصبت خلال هذا الشهر 561 حاجزاً عسكرياً مفاجئاً على مداخل المدن والقرى والتجمعات الفلسطينية، تركزت في محافظات رام الله، وأريحا، وقلقيلية، وسلفيت، والخليل.

ووفقاً لبيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد نفذت سلطات الاحتلال خلال تشرين الأول/ أكتوبر 34 عملية هدم طالت 45 منشأة، بينها 12 منزلاً مأهولاً، و6 غير مأهولة، و19 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات الخليل بهدم 16 منشأة، ثم محافظتي القدس وبيت لحم بهدم 4 منشآت في كل منهما.

اعتداءات المستوطنين:

خلال تشرين الأول/ أكتوبر 2024 نفذ المستوطنون 360 اعتداءً، تراوحت بين المشاركة مع الجيش في اقتحام التجمعات الفلسطينية، والاعتداء على ممتلكات الأهالي، وخط الشعارات العنصرية على الممتلكات، وتجريف الأراضي، والاعتداء على المركبات، واقتحام الأماكن الدينية مثل المسجد الأقصى. وقد تركزت تلك الاعتداءات بشكل كبير في محافظة نابلس: 108 اعتداءات، والخليل: 81 اعتداءً، ورام الله: 48 اعتداءً، و40 اعتداءً على محافظة سلفيت. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية- "أوتشا" فإنه "منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2024، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نحو 180 حادثة مرتبطة بالمستوطنين في نحو 90 تجمعاً سكانياً فلسطينياً في شتى أرجاء الضفة الغربية، وارتبط ما نسبته 60 في المائة منها بموسم قطف الزيتون. وأفضت 104 حادثة من مجموع هذه الأحداث إلى سقوط ضحايا أو إلحاق أضرار بالممتلكات." وفي الفترة بين 1- 15 تشرين الأول/أكتوبر 2024 "قام المستوطنون الإسرائيليون بقطع أو حرق أو إتلاف نحو 600 شجرة وشتلة معظمها من أشجار الزيتون في نحو 15 تجمعاً سكانياً في الضفة الغربية."

اعتقالات وقضايا أسرى:

اعتُقل خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2024 ما يقارب 821 فلسطينياً من محافظات الضفة الغربية، موزعين على النحو التالي: "91 القدس، 92 رام الله، 45 جنين، 17 طوباس، 17 طولكرم، 40 قلقيلية، 100 نابلس، 31 سلفيت، 21 أريحا، 124 بيت لحم، 243 الخليل." ويتضح أن تركُّز الاعتقالات كان في مدينة الخليل. كما تستمر المعاناة والإخفاء القسري لأسرى قطاع غزة، حيث ترفض سلطات الاحتلال الإفصاح عن العدد الكلي للأسرى من القطاع.

في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2024: وبخطوة تبدو انتقامية بعد مرور عام على هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، شهدت تلك الليلة عمليات قمع واسعة في السجون الإسرائيلية كافة، نُشرت عنها تقارير، كما اعترف وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بأنه شارك في الساعة الخامسة فجراً في عملية الاقتحام التي حصلت ليتابعها عن قرب، بحسب ما نشره على صفحته في موقع "X".

  • في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2024: نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين شهادة لأحد الأسرى توضح الإهمال الطبي في السجون، وقد رافق صاحب الشهادة الشهيد محمد منير موسى في المدة الأخيرة من اعتقاله. وأفاد الأسير المحرر بـ "أن الشهيد محمد منير موسى، والذي كان يعاني من مرض السكري، تعرض لجريمة طبية، لا تقتصر على عدم تزويده بالأنسولين المقرر له من قبل الأطباء كنوع، ونسبة، بل إن الخطورة التي طالت الشهيد محمد موسى، والعشرات من الأسرى القابعين في قسم (6) في سجن (ريمون) كانت جراء انتشار مرض سكايبوس (الجرب)، والذي تسبب لاحقاً بمشاكل صحية مزمنة عند العديد من الأسرى، وهذا ما بدأ يعاني منه الشهيد محمد في بداية أيلول الماضي، وحتى يوم الإفراج عني في 23 أيلول الماضي، حيث بدأ يعاني من آلام شديدة في جسده، وانتفاخات... [وأكد] أن الشهيد موسى وعلى الرغم من معاناته من السكري، وعدم انتظام العلاج بشكل كامل، إضافة إلى تزويده بنوع لا يناسبه، إلاّ أن وضعه كان مستقراً نوعاً ما حتى شهر أيلول الماضي، وبعد ذلك بدأت تظهر عليه أعراض خطيرة ... [وأضاف] إن مرض الجرب تسبب لي ولرفاقي الأسرى، حكة شديدة وتطورت لاحقاً إلى التهابات حادة في الجسم بظهور حبوب على شكل (فقعات) يخرج منها سائل أخضر، فلم نعد نقوى على الحركة منها، وعانى الجميع من ارتفاع في درجات الحرارة، وبعد الإفراج عني تم تشخيص حالتي الصحية، بإصابتي بالتهابات حادة في الدم، والكلى، والكبد... [وقال] إن السجانين كانوا يصفون قسم (6) بقسم (الزومبي)، لما تركته أعراض هذا المرض على هيئات الأسرى... مقابل ذلك لم يكن يقدم لنا أي نوع من العلاج."

  • في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2024: أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الظروف الصعبة التي تعاني منها الأسيرة خالدة جرار من مكان عزلها في سجن نافي ترتسا في الرملة، إذ تقول جرار: "أعيش في علبة صغيرة مغلقة لا يدخلها أي نسمة هواء، الغرفة مضاءة 24 ساعة ليلاً ونهاراً تحت ذريعة دواعٍ أمنية لا أعرف الوقت والساعة، ولا يوجد معي ملابس دافئة، وجبات الطعام سيئة جداً وبكميات قليلة جداً."

  • في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2024: نفذت قوات القمع في سجن مجدو جريمة بحق الأسير مروان البرغوثي ومجموعة من الأسرى في عزل سجن مجدو، وذلك بعد تعرضهم لاعتداء وحشي بتاريخ 9 أيلول/ سبتمبر 2024، وقد تركز الضرب على المنطقة العلوية للأسير البرغوثي، وتحديداً الرأس والأذنين والأضلاع والأطراف، وهذه الاعتداءات الوحشية على الأسرى منذ السابع من أكتوبر 2023 هي بهدف اغتيال الأسرى وتصفيتهم جسدياً.

  • كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، عن شهادات صادمة لمعتقلي غزة في معسكر "عوفر" توضح الانتهاكات الجسيمة وسياسات التعذيب والتنكيل التي يتعرضون لها في السجون الإسرائيلية. ووفقاً لما أفاد به الطاقم القانوني للهيئة والنادي، فإن آخر زيارة لتسعة من معتقلي غزة أظهرت الأوضاع المأساوية داخل المعتقلات، بما في ذلك السلب المتواصل لحقوق المعتقلين والإذلال المستمر بهدف سلب إنسانيتهم.

وأفاد المعتقلون بأن إدارة معسكر "عوفر" ترغمهم يومياً على الهتاف بعبارة "شكراً للكابتن" باللغة العبرية كنوع من الإذلال، ومن يرفض يتعرض لعقوبات. وأشار التقرير أيضاً إلى تعرض المعتقلين لوضعيات مذلة خلال جلسات محاكماتهم عبر الهاتف، حيث يُجبرون على الجلوس على رُكبهم أو بطونهم لساعات طويلة، تبدأ من السابعة صباحاً وتمتد حتى انتهاء الجلسات.

شهداء وجرحى:

استشهد خلال شهر تشرين أول/ أكتوبر أكثر من 1669 فلسطيينا في فلسطين، منهم 46 فلسطيينا في الضفة الغربية، واستشهد في قطاع غزة أكثر من 1623 فلسطينيا، وجرح أكثر من 5537 في قطاع غزة، وجرح 144 فلسطينيا في الضفة الغربية.

  • يوم 3 تشرين الأول/ أكتوبر، استشهد 18 فلسطينيًا وأُصيب العشرات في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مقهى شعبي في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، وهي المرة الأولى التي تقوم فيها قوّات الاحتلال بقصف بطائرة حربية في مخيّم لاجئين في الضفة الغربية.

  • يوم 27 تشرين الأول/ أكتوبر، استشهد أكثر من 50 فلسطينيا منذ فجر اليوم في غارات إسرائيلية على قطاع غزة من بينهم 43 شهيدا في شمال القطاع، و3 صحفيين استشهدوا في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غربي غزة.

  • يوم 31 تشرين أول/ أكتوبر استشهد الشاب معتصم صالح عيشة 32 عاما بعد أن اطلقت قوات الاحتلال النار عليه عند اقتحاماها مخيم نور شمس شرق طولكرم.

مصادر العدد
وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا.
دائرة شؤون المفاوضات- منظمة التحرير الفلسطينية.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
مرصد شرين.
مركز "مدار"- الراصد القانوني.
وسائل إعلام إسرائيلية.
وسائل إعلام عربية.
مؤسسة "السلام الآن".
مؤسسة "بتسيلم".