عدد أيلول/ سبتمبر 2023
العدد رقم 5
Protests against the siege in Gaza.
محررو العدد
رازي نابلسي
أحمد عز الدين أسعد
مجدي المالكي
سوسن سمارة
رامي الريّس

قامت قوات الاحتلال، خلال شهر أيلول/ سبتمبر، بقمع المسيرات السلمية التي انطلقت من قطاع غزة ضد الحصار المستمر منذ سنة 2006، باستعمال أداتين مركزيتين: الأولى هي الأداة العسكرية، إذ قصفت مواقع قريبة من التظاهرات من الجو، بالإضافة إلى نيران القناصة وقنابل الغاز السام المسيل للدموع؛ أما الأداة الثانية، فكانت العقوبات الجماعية الاقتصادية والإنسانية، حين أغلقت قوات الاحتلال الحواجز، وهو ما منع خروج العمال من القطاع، الذين لا يتعدى عددهم 20 ألفاً، ومنعت خروج الحالات الإنسانية أيضاً. وعملياً، إلى جانب العدوان العسكري على التظاهرات السلمية، قامت قوات الاحتلال بمعاقبة القطاع برمته، جماعياً، وإنسانياً، واقتصادياً، كي تُبقي على جريمة الحصار المستمرة منذ أكثر من 15 عاماً.

وفي مجال السيطرة على الأرض، يشير التقرير إلى أن قيادات المستوطنين في الضفة الغربية بدأت بعملية التطبيق الفعلي لخطة الـ"مليون لشومرون"، والتي تهدف إلى زيادة أعداد المستوطنين في منطقة نابلس إلى مليون مستوطن، إذ اتفق رئيس مجلس مستوطنات نابلس يوسي دغان مع وزيرة المواصلات الإسرائيلية على مضاعفة الطرقات الالتفافية المركزية في الضفة، والتي تربط ما بين الساحة ومدينة تل أبيب إلى غور الأردن، وتخصيص ملايين الشواكل من وزارة المواصلات. وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى عاملين مهمين: الأول هو تولّي وزارة المواصلات العمل وليس وزارة الأمن- وهو ما يُعتبر ضماً فعلياً من دون إعلان؛ والثاني أن هذه الخطة تمنع قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، ومستقلة.

استشهد خلال هذا الشهر 21 فلسطينياً، معدل أعمارهم 23 عاماً، أصغرهم يبلغ من العمر 15 عاماً، بالإضافة إلى شهيدين دون الـ18 عاماً، أحدهم تم إطلاق الرصاص الحي عليه في الظهر، وهذا يشير إلى أنه كان في حالة هروب خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم العروب للاجئين. أما الاعتقالات، فوصل عددها إلى 440 اعتقالاً خلال الشهر- بمعدل 14 اعتقالاً في اليوم الواحد، تخللتها اقتحامات ليلية، وحصار للمنازل، وترهيب للعائلات، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.

وفي المجال السياسي، تبرز في هذا الشهر مشاركة نائبة من حزب "عوتسما يهوديت"، بحملة تبرعات للمجرم المدان بقتل عائلة دوابشة، الذي وصفته بأنه صالح ومقدس، وهو انعكاس آخر لتطور مكانة المستوطنين و"شبيبة التلال"، ففي الوقت الذي كانت النخب السياسية الإسرائيلية تدّعي في السابق أنهم "أعشاب ضالة"، اليوم، يمكن القول إنهم باتوا جزءاً من الحكومة، وخصوصاً أن الناطق الرسمي باسم النائبة نفسها سابقاً، اتُّهم بالمشاركة في اعتداء على قرية بُرقة قبل عدة أشهر، استشهد خلاله الشاب قصي معطان. وفي هذا السياق، من المهم الإشارة إلى أن معدل اعتداءات المستوطنين، بحسب "أوتشا- مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية"، هو 3 اعتداءات في اليوم الواحد- بارتفاع كبير عن العام الماضي، إذ كان المعدل اعتداءين في اليوم في سنة 2022.

الاستيطان والسيطرة على الأرض

  • وقّع قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يهودا فوكس، يوم 6 أيلول/ سبتمبر، أمراً عسكرياً يحدد مناطق حُكم ثلاثة بؤر الاستيطانية، وهي "إفيغيل" وعشاهيل"، وتقعان جنوبي محافظة الخليل، بالإضافة إلى "بيت حولغا" التي تقع في محافظة أريحا، وفرزها على المجالس الإقليمية. وبذلك، يكون فوكس وقّع مرحلة مهمة من مراحل تشريع البؤر الاستيطانية، ومنحها مناطق حُكم محددة على طريق تشريعها وتثبيتها. وهو قرار كان اتخذه المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت"، خلال شهر شباط/ فبراير من العام الحالي، وتضمّن تشريع 15 بؤرة استيطانية و 5 أحياء، سيتم فرزها على المستوطنات القريبة، وهو ما يعني توسيع حُكمها ونفوذها.
  • عقدت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغف اجتماعاً مع رئيس مجلس مستوطنات نابلس يوسي دغان، واتفقا يوم 7 أيلول/ سبتمبر على تخصيص مبلغ 500 مليون شيكل لمضاعفة الطريق رقم 505 – التي تربط بين مفرق أريئيل ومفرق "تبواح" الذي يربط مستوطنات نابلس. هذا بالإضافة إلى اتفاق على مضاعفة الطريق رقم 5، التي تبدأ من تل أبيب وتنتهي في الأغوار على الحدود الشرقية لفلسطين، وتمر من مفرق "تبواح"، الذي يُعتبر مركزياً لمستوطنات نابلس وشمال الضفة الغربية عموماً. وجاء هذا الاجتماع في إطار الخطة التي بادر إليها دغان خلال شهر آب/ أغسطس، وتهدف إلى زيادة عدد المستوطنين في منطقة نابلس إلى مليون مستوطن. وفي هذا الإطار، من المهم الإشارة إلى أن إعلان وزيرة المواصلات خطة لربط المستوطنات بطرقات التفافية في الضفة الغربية، هو جزء من مسار الضم الفعلي الذي يحوّل المسؤولية عن الضفة الغربية من وزارة الأمن والحكم العسكري إلى الوزارات التي تُعتبر "مدنية"، وكانت تعمل فقط داخل الخط الأخضر.

  •  يوم 11 أيلول/ سبتمبر، أغلقت قوات الاحتلال مداخل قرى شرقي يطا، وهي: خلة المية، وأم لصفة، والديرات، وشعب البطم، وتجمعات بدوية شرقي يطا جنوبي الخليل، وعزلتها عن محيطها بالسواتر الترابية والمكعبات الأسمنتية، ومنعت الأهالي من الدخول أو الخروج إليها بسياراتهم، ويعاني أهالي تلك القرى جرّاء خطر التهجير القسري، واعتداءات المستوطنين المتكررة، وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة، فإن إسرائيل مسؤولة، عملياً، عن تهجير 13 أسرة تضم 84 فرداً في مسافر يطا، منذ مطلع تموز/ يوليو 2023. وفي اليوم نفسه أيضاً، حاصرت قوات الاحتلال مداخل مدينة أريحا، ونصبت عدة حواجز على مداخل البلدة، ومن المهم الإشارة في هذا السياق إلى أن أريحا هي المخرج الوحيد للفلسطينيين إلى الخارج، والمدخل الوحيد إلى الضفة، بعد العودة من خارج البلد.
  • استولى مستوطنون، يوم 12 أيلول/سبتمبر، على منزل في البلدة القديمة في القدس، يعود إلى عائلة إدريس، ويقع في حي القرمي. إذ استغل المستوطنون وجود العائلة في المستشفى لمرافقة أحد أفرادها، فاقتحموا المنزل وبدّلوا أقفاله، ثم رموا أثاث العائلة في الخارج.

  • صادقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، يوم 23 أيلول/سبتمبر، على خطتين لبناء مستوطنتين في القدس الشرقية. وبحسب الخطة، فإن المستوطنة الأولى ستُقام في جنوبي المدينة، وتحديداً فوق البلدة العربية بيت صفافا، وسترتبط بالمستوطنة الأكبر في المنطقة "غفعات همتوس"؛ أما الثانية فستُقام في قلب الحي الفلسطيني "رأس العامود"، وهو أحد الأحياء القريبة جداً من البلدة القديمة، وستضم المستوطنة نحو 384 وحدة سكنية، ستكون حصرية لليهود، في الوقت الذي يعاني الفلسطينيون في القدس بشكل عام، وفي حي "رأس العامود" و"سلوان" بشكل خاص، جرّاء أوامر الهدم ومنع البناء والتوسع. ويُعد بناء المستوطنة داخل الحي الفلسطيني حركة استفزازية، ستجعل حياة السكان صعبة جداً، وخصوصاً أن المستوطنين يتحركون بمرافقة حراسة عسكرية، ويحولون المنازل إلى نقاط عسكرية، تجعل حياة السكان أشبه بالحياة في معسكر.
  • جددت سلطات الاحتلال، في 21 أيلول/ سبتمبر  أمر وضع اليد على 350 دونماً من أراضي المواطنين في قرى قطنة والقبيبة وبيت عنان، شمال غربي القدس، وبلدة بيت لقيا، غربي رام الله، بعد أن كانت تسيطر عليها منذ سنة 2004، بحجة استخدامها لأغراض عسكرية.
  • - يوم 28 أيلول/سبتمبر، جرفت قوات الاحتلال 40 دونماً من أراضي قرية كفر حارس، غربي سلفيت، واقتلعت نحو 3000 شجرة زيتون وتين وعنب، وأزالت سلاسل حجرية، ودمرت طرقات داخلية.

السياسيون والعنصرية

  • وصفت النائبة في الكنيست ليمور سون هار ميلخ، من حزب "عوتسما يهوديت"، القاتل المدان بقتل عائلة دوابشة، عميرام بن أولئيل، بأنه "صالح ومقدس". وادّعت النائبة خلال حملة جمع تبرعات للقاتل بن أولئيل، أنه "بريء"، وأنه يعاني في السجن بالنيابة عن كل شعب إسرائيل. وهذا على الرغم من أن بن أولئيل اعترف بالجريمة، ومنح المحققين تفاصيل كثيرة لم يكن ليعرفها لو كان بريئاً، بحسب قول ضابط في الشرطة الإسرائيلية كان جزءاً من طاقم التحقيق، ورفضت المحكمة العليا الاستئناف الذي تقدم به طاقم محاميه، قائلةً في قرارها: "لا شك في أنه نفّذ الجريمة".

بالإضافة إلى المشاركة في حملة تبرعات، بادرت هار ميلخ إلى توقيع عريضة تطالب بتحسين ظروف المجرم في السجن، وقّعها أيضاً 14 نائباً ونائبة من الائتلاف الحاكم، وتم تقديمها إلى رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك. ومن بين الموقّعين 8 نواب من حزب "الليكود" الحاكم، بينهم نيسيم فاتوري، نائب رئيس الكنيست. بالإضافة إلى 6 نواب من حزب "عوتسما يهوديت"، بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بينهم وزير الإرث اليهودي، عميحاي إلياهو، الذي شكّك أيضاً في إدانة بن أولئيل. ولم تتراجع سون هار ميلخ عن استخدام عبارة "صالح ومقدس". هذا بالإضافة إلى حملة جمعت أكثر من مليون شيكل، شارك فيها أكثر من 5000 متبرع، وعنوانها "العدالة لبن أولئيل".

  • طلب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من مديرة مصلحة السجون الإسرائيلية إغلاق الماء الساخن في أقسام الأسرى السياسيين الفلسطينيين، وحرمانهم من الاستحمام. وكانت "القناة 12" الإسرائيلية نشرت المكالمة الهاتفية ما بين الوزير ومديرة مصلحة السجون، وهو ما لم ينفِه الوزير، وأكد أنه جاء بعد عملية جرت في مستوطنة "راموت"، وهذا يشير إلى أن الوزير يقوم، عملياً، بخطوات انتقامية من الأسرى الفلسطينيين، رداً على ما يجري خارج السجون- ترقى إلى مستوى جرائم الحرب بحق الأسرى، وجرائم العقاب الجماعي.

جرائم وانتهاكات

  • منعت قوات الاحتلال الإسرائيلية إخراج البضائع من قطاع غزة بشكل جارف يوم 5 أيلول/ سبتمبر، وذلك بسبب ضبط مواد تعتبرها إسرائيل ممنوعة في بضائع كان من المفترض أن تخرج من قطاع غزة، يوم 4 أيلول/ سبتمبر، في خطوة تندرج في إطار العقوبات الجماعية لسكان القطاع وتجّاره الذين يعانون أصلاً بسبب الحصار المستمر.
  • شهد مخيم "نور شمس" للاجئين اقتحامين كبيرين خلال شهر أيلول/سبتمبر. كان الأول يوم في الـ5 من الشهر، حين اقتحم جيش الاحتلال المخيم، ودمرت جرافاته وآلياته الشارع الرئيسي (شارع نابلس) المحاذي لمدخل المخيم، بالإضافة إلى عدد من المركبات الفلسطينية، وقاموا بإعدام الشاب عايد سميح أبو حرب (21 عاماً) بعد إصابته برصاص حي في الرأس، وأصيب شاب آخر، كما منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين لنقلهم إلى المستشفى. أما الاقتحام الثاني، فكان يوم 24 أيلول/ سبتمبر، عندما داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل في منطقة جبل النصر والمنشية وساحة المخيم، ودمرت الجرافات مرة أُخرى مقطعاً من شارع نابلس والشارع المؤدي إلى حارتَي المحجر والمنشية، وشمل الدمار البنية التحتية وشبكات المياه والصرف الصحي وتمديدات الكهرباء، فضلاً عن تدمير مركبات الفلسطينيين وتخريب بعض المحال التجارية، واستشهد خلال هذا العدوان شهيدان، هما: أسيد فرحان أبو علي (21 عاماً)، وعبد الرحمن سليمان أبو دغش (32 عاماً).
  • اقتحمت مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي، ليلة 9 أيلول/ سبتمبر، بلدة كفرقاسم داخل أراضي الـ 48، واعتدوا على الأهالي، بعد أن أطلقوا القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وحطموا بعض المركبات. وبحسب شهادات السكان، فإن الجنود شهروا أسلحتهم، واعتدوا على كل مَن ظهر أمامهم في الشوارع. ويُعد هذا الاقتحام العسكري غريباً واستثنائياً لأن بلدة كفرقاسم تقع داخل الخط الأخضر، ويحمل سكانها المواطنة الإسرائيلية. أما رواية الجيش، فتفيد بأن الجنود دخلوا إلى البلدة للبحث عن فلسطينيين من الضفة الغربية يعملون داخل إسرائيل من دون تصاريح، إلا إن هذا الاعتداء الجماعي لا يترك مكاناً للشك في أن الجنود، عملياً، اعتدوا على كل مَن يبدو عربياً، أو في حيز عربي.

وفي هذا الإطار، من المهم الإشارة إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير دعم الجنود واعتبر دخولهم إلى كفرقاسم شرعياً، وأنهم كانوا في مهمة عسكرية للحفاظ على الأمن، متجاهلاً حقيقة أن كفرقاسم لا تخضع للحكم العسكري، ومن غير المسموح للجيش العمل فيها، وتقع تحت مسؤولية الشرطة قانونياً.

  • أعلنت قوات الاحتلال الإغلاق الشامل على الفلسطينيين مرات عديدة خلال الشهر بمناسبة الأعياد اليهودية، فحاصرت الفلسطينيين، عملياً، داخل المعازل، ومنعت خروجهم خلال الأعياد اليهودية. ففي يوم 14 أيلول/ سبتمبر، فرضت قوات الاحتلال إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية، وقامت بإغلاق المعابر مع قطاع غزة، من ظهر يوم الجمعة وحتى ليلة السبت- الأحد، تزامناً مع عيد رأس السنة العبرية. وهو ما جرى أيضاً بمناسبة "يوم الغفران"، إذ قامت القوات الإسرائيلية بفرض الحصار الشامل على الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة يومَي 23 و24 أيلول/ سبتمبر. أما يوم 29 أيلول/ سبتمبر، فأعلنت إسرائيل الإغلاق الشامل على الفلسطينيين لمدة 8 أيام كاملة، بمناسبة "عيد العُرش" اليهودي، انتهت يوم الأحد الموافق فيه 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

  • يوم الأحد الموافق فيه 17 أيلول/ سبتمبر، قامت القوات الإسرائيلية بإغلاق معبر "إيرز"، بعد ثلاثة أيام من إغلاقه أيضاً بسبب عيد رأس السنة اليهودية، واستمر الإغلاق حتى يوم 28 أيلول/ سبتمبر، وهذا يعني أن المعبر بقي مغلقاً لمدة 14 يوماً متتالية. وبصورة عامة، لا يخرج من المعبر إلا العمال الغزيين الذين يصل عددهم إلى نحو 20 ألفاً، والحالات الإنسانية التي تخرج للعلاج ومرافقيها، لذلك، فإن إغلاقه يشكل جريمة تضاف إلى جريمة الحصار المفروض على قطاع غزة أصلاً، ويترك هذه الحالات الإنسانية من دون علاج. وجاء هذا الإغلاق بسبب تجدُّد التظاهرات الاحتجاجية ضد الحصار، وهو ما يجعله خطوة عقابية جماعية بحق الغزيين.

  • قامت قوات الاحتلال خلال الشهر بقمع التظاهرات الاحتجاجية التي نظّمها أهالي قطاع غزة ضد الحصار المستمر على السياج الفاصل، باستخدام القنابل والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، الأمر الذي أدى إلى إصابة العشرات من المتظاهرين عدة مرات خلال الشهر. ففي 15 أيلول/سبتمبر، أصيب 12 فلسطينياً، بينهم صحافي، بجروح متفاوتة؛ وفي 21 من الشهر نفسه، أصيب فلسطينيان، أحدهما جراحه خطِرة، نتيجة استهدافهم من القناصة الإسرائيليين؛ وفي 22 من الشهر، أصيب 22 فلسطينياً بإصابات متفاوتة، ورافقت القمع عملية قصف بواسطة طائرة من دون طيار. وإلى جانب القمع، قامت القوات الإسرائيلية، أكثر من مرة، بقصف مواقع في القطاع بالقرب من المتظاهرين، وهو ما حدث في 7 و 14 و22 و23 و24 و25. وعملياً، قمعت إسرائيل التظاهرات عبر استخدام سلاح الجو والقناصة وإلقاء القنابل.
  • قصفت قوات الاحتلال يوم 19 أيلول/ سبتمبر، مخيم جنين للاجئين بطائرة انتحارية من دون طيار. وهو ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة 20 آخرين، فضلاً عن أضرار كبيرة لحقت بالمنازل والبنى التحتية، وانتشار الهلع والخوف في صفوف اللاجئين داخل المخيم.

  • يوم 24 أيلول/ سبتمبر اقتحمت قوات الاحتلال، فجراً، جامعة بيرزيت، واعتقلت عدداً من الطلاب من داخل الحرم الجامعي، وهم: عبد المجيد حسن (رئيس مجلس اتحاد الطلاب)، عمرو خليل (منسق الكتلة الإسلامية)، عبد الله نجم (منسق لجنة التخصصات في مجلس الطلاب)، أحمد عويضات (سكرتير اللجنة الرياضية)، يحيى فرح (عضو مجلس الطلاب)، محمد نخلة (عضو مجلس الطلاب السابق)، ومحمود نخلة، وحسن علوان، ومحمد نجم. "وبحسب حملة الحق في التعليم في جامعة بيرزيت، فإن قوات الاحتلال تعتقل في سجونها أكثر من 80 طالباً من جامعة بيرزيت مع الطلاب المعتقلين اليوم، ويُعد هذا الاقتحام الرقم 20 خلال الـ28 سنة الماضية، آخرها اقتحام سنة 2022".

اعتداءات المستوطنين

  • تم خلال الشهر إحصاء نحو 101 اعتداء للمستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وأشار تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون اللاجئين (أوتشا) إلى أن معدل اعتداءات المستوطنين هو ثلاثة اعتداءات في اليوم الواحد، وتتركز على المجالات التالية: منع الوصول إلى الأراضي، الاعتداءات الجسدية على الفلسطينيين، التهديد والترويع، رعي قطعان مواشي المستوطنين في محاصيل زراعية للفلسطينيين، إلحاق الأضرار بالأملاك، زراعة أو تسييج الأراضي الزراعية والمراعي. وهو ارتفاع ملحوظ، إذ كان معدل اعتداءات المستوطنين في سنة 2022 هو اعتداءين في اليوم الواحد.
  • يوم 2 أيلول/سبتمبر، أصيب فلسطينيان برضوض جرّاء اعتداء المستوطنين على رعاة أغنام من قرية المغير، شرقي مدينة رام الله، بالضرب المبرح بالعصي. وهاجم المستوطنون في اليوم نفسه المزارعين في بلدة قصرة، جنوبي نابلس، في أثناء عمل المزارعين في أراضيهم، وساند جيش الاحتلال المستوطنين، وهو ما أدى إلى وقوع 8 إصابات من أهالي قصرة خلال قمع الجيش لهم. واقتحمت مجموعة من المستوطنين أطراف بلدة نعلين، غربي مدينة رام الله، وقام المستوطنون باقتلاع وتحطيم 74 شجرة زيتون في البلدة.
  • يوم 4 أيلول/ سبتمبر، اعتدى المستوطنون بالضرب المبرح على أحمد إسماعيل أبو عرام في أثناء عودته إلى منزله في خربة حلاوة في مسافر يطا، وسرقوا أدويته وحماره ومشترياته. وبعدها بيوم واحد،  أحرقوا خيمتين تأويان عائلة في بلدة دير دبوان، شرقي رام الله، وسرق المستوطنون أربعة رؤوس من الأغنام.
  • شهدت الأعياد اليهودية العديد من الاعتداءات بحق الفلسطينيين، وبصورة خاصة في محيط البلدة القديمة في القدس ومنطقة المسجد الأقصى. وعموماً، تترافق الاقتحامات للمسجد الأقصى، التي وصلت إلى المئات في 3 و 13 و 17 و 23 أيلول/ سبتمبر، مع صلوات تلمودية واعتداءات على المحال التجارية، وأيضاً مسيرات استفزازية، تساهم فيها الشرطة الإسرائيلية التي عادةً ما تبعد الفلسطينيين لتسمح للمستوطنين بالانتشار في محيط المسجد والبلدة القديمة وأسواقها. وفي يوم 24 أيلول/ سبتمبر، الذي تزامن مع "يوم الغفران" اليهودي، وصل عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى إلى أكثر من 600 مستوطن في اليوم الواحد.

  • يوم 23 أيلول/ سبتمبر، أصيب الطفل أسيد خالد الهدار (4 سنوات) بحروق في الوجه، بعد أن رشّه المستوطنون بغاز الفلفل. جاء ذلك خلال ملاحقة المستوطنين لرعاة الأغنام في مسافر يطا، وذلك في إطار الهجمات المتتالية التي يقومون بها ضد التجمعات البدوية في مناطق (ج)، بهدف طردهم من هذه المناطق المفتوحة وتوسيع المستوطنات فيها، كمستوطنة سوسيا المقامة في المنطقة نفسها، وكي تتم توسعتها، يجب إخلاء التجمع البدوي في بلدة سوسيا التي جاء منها الطفل ووالده الذي يرعى الأغنام، وتم الاعتداء عليه أيضاً. وفي هذا السياق، يجب الإشارة إلى أن المستوطنين روّجوا خرائط جديدة لمنطقة مسافر يطا، تهدف إلى السيطرة على نحو 400 دونم، ووزعوها على التجمعات الفلسطينية في المسافر كي يعلنوا أنه ممنوع عليهم استصلاح الأراضي، تحضيراً للاستيطان فيها، هذا بالإضافة إلى قيام السلطات الإسرائيلية بإزالة شبكة المياه الرئيسية لقرية سوسيا يوم 28 من الشهر، وهو ما يجعل صورة الاستهداف الإسرائيلي تتكامل بين مستوطن وجندي وإدارة مدنية.

شهداء وجرحى

 استشهد خلال شهر أيلول/ سبتمبر 21 فلسطينياً، معدل أعمار الشهداء 23 عاماً، أصغرهم سناً رأفت خمايسة (15 عاماً) من محافظة جنين، 6 شهداء من قطاع غزة، واستشهد في محافظة جنين 5 شهداء، و3 في مخيم نور شمس في محافظة طولكرم، وشهيدان في محافظة أريحا، وشهيدان في رام الله، وشهيد في كلٍّ من المحافظات التالية: طوباس، والخليل، وخانيونس. وجُرح ما يقارب 244 فلسطينياً بجروح مختلفة ومتنوعة بالرصاص الحي والمطاطي، ومئات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.

  • يوم 5 أيلول/ سبتمبر، أعدمت قوات الاحتلال الفتى يوسف زبيدات، البالغ من العمر 17 عاماً، وهو طالب في الصف الأول الثانوي، من قرية الزبيدات، شمالي محافظة أريحا والأغوار، كما قاموا باحتجاز جثمانه، بعد أن أطلقوا عليه الرصاص الحي. وبعدها، قام الاحتلال باعتقال والده وشقيقه للتحقيق معهما.
  • يوم 9 أيلول/ سبتمبر، أطلقت قوات الاحتلال النار على الفتى ميلاد منذر الراعي (17 عاماً)، من مخيم العروب للاجئين، الأمر الذي أدى إلى استشهاده برصاصة في الظهر، يبدو أنه كان يحاول الهرب من قوات الاحتلال التي كانت تحاصر المخيم.
  • يوم 19 أيلول/ سبتمبر، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلية 4 فلسطينيين في مخيم جنين باستخدام طائرة من دون طيار، بعد أن حاصرت منزل أحد الشبان، وأعلنت لاحقاً أنهم كانوا يخططون للقيام بعمليات، وهذا يشير، بوضوح، إلى سياسة إعدامات ميدانية غير معلنة. ومن بين الشهداء في الاجتياح الإسرائيلي كان الفتى رأفت خمايسة (15 عاماً) الذي كان موجوداً في منزل جده، واغتالته القوات الإسرائيلية الخاصة، بعد أن كشف وجودها داخل المخيم.

اعتقالات وقضايا الأسرى

 اعتُقل خلال شهر أيلول/سبتمبر ما يقارب 440 فلسطينياً من مناطق مختلفة من فلسطين. وبصورة عامة، تخللت هذه الاعتقالات مداهمات للمنازل واقتحامات لمراكز المدن الفلسطينية في ساعات الليل المتأخرة، وهو ما يجعلها أقرب إلى عمليات اختطاف من المنازل من اعتقالات عادية. ومن أبرز الاعتقالات والاحتجازات هذا الشهر:

  • يوم 4 أيلول/سبتمبر، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطينية فاطمة عمارنة (41 عاماً) من مدينة جنين، وهي خارجة من المسجد الأقصى. إذ قام أحد الجنود بركلها برجله، مدعياً أنها حاولت طعنه، ثم هاجمها برفقة العديد من الجنود وقاموا بضربها بشكل مبرح حتى فقدت الوعي، لتجد نفسها بعد ذلك مكبلة اليدين داخل مركبة عسكرية محاطة بالمجندات. وبعدها تم نقل الأسيرة إلى مركز تحقيق (القشلة)، ليكمل ضابط التحقيق مسلسل التعذيب، إذ تم الاعتداء عليها بالضرب وانتهاك خصوصيتها، كونها فتاة محجبة، في حين قامت المجندات بعد ذلك بتفتيشها، وهي عارية، عدة مرات.
  • قامت قوات الاحتلال يوم 5 أيلول/ سبتمبر، باحتجاز المدير العام لمركز بيسان للبحوث، الباحث أبي عابودي، ومنعه من السفر خلال وجوده على معبر ألمبي الحدودي بين الأراضي الفلسطينية والأردنية، وسلّمته أمراً بالمثول للتحقيق لدى الاستخبارات الإسرائيلية.
  • لا يزال الأسير كايد الفسفوس (34 عاماً) من بلدة دورا، جنوبي الخليل، يخوض إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله الإداري لليوم الـ58، وتدهورت حالته الصحية، وهو ما استدعى نقله من الزنزانة في سجن عسقلان إلى عيادة سجن الرملة.

مصادر العدد
وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- وفا.
مؤسسة "السلام الآن".
مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في فلسطين- أوتشا.
مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
دائرة شؤون المفاوضات الفلسطينية.
صحف ومواقع إعلامية إسرائيلية.
صحف ومواقع إعلامية فلسطينية.
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.